شهدت اليمن مظاهرات واحتجاجات واعتصامات واسعة النطاق في ميادين التغيير والحرية في جميع أنحاء البلاد خلال الثلاث الأشهر الماضية. والذي ينظر إلى الساحات يشعر بأن مجتمعا جديدا يُخلق، حيث أصبحت هذه الساحات تشكل بالفعل حضانات كبيرة للتغيير ومهدا لثقافة سياسية جديدة. لقد ساعد على بناء ووضوح هذا التغيير أن الوقت أعطى المعتصمين فرصا للتشبيك والتنظيم والانخراط في أنشطة التوعية والحوار الشفاف، والالتقاء على المبادئ العامة والرئيسة. وإذا كان التركيز في البداية منصب على الإصلاح السياسي، فإن تواجد كافة الاتجاهات في مكان واحد أوجب التفاعل بين مختلف الجهات، وأدى إلى التوسع في الرؤية المستقبلية بحيث أخذ التغيير حجمه الأوسع اجتماعيا وثقافيا وسياسيا كمنظومة واحدة لايمكن تجزأتها، وحاليا يجري اختبار وممارسة مصطلحات التغيير على أرض الواقع. و هكذا نجد أن الوقت أعطى الحركة فرصة للنضوج، ولكن الإطالة الزائدة قد تدفع البلد نحو دوامة من العنف خصوصاً من قبل الدائرة حول الرئيس التي ستحاول الحفاظ على مصالحها. إن التفاعل بين مختلف الأطراف الفاعلة على أرض الواقع كما يشاهد اليوم يمنح الحصانة لمستقبل الحركة، ويبني المستقبل على أسس ثابتة وواضحة.
هذا التقرير لمادرة الاصلاح العربي أعد من قبل باحثة في صنعاء على ضوء ما شاهدته منذ منتصف يناير 2011 للوضع الراهن. وفي حين أن الاعتصامات تنتشر في كافة أنحاء اليمن، إلاّ أن الورقة هذه ستركز على ما يجري في ميدان التغيير في صنعاء فقط.
No comments:
Post a Comment